U3F1ZWV6ZTM5MzM2NDA3MzE2MzA1X0ZyZWUyNDgxNjgwNzE4ODE1Ng==

مشكلة التعليم ما قبل الجامعي 🎒🎒

مشكلة التعليم ما قبل الجامعي 🏫

مشكلة التعليم ما قبل الجامعي 🎒🎒

إن الوصف السائد الذي يطلقه من يُقَوِّمُ التعليم ما قبل الجامعي (التعليم المدرسي والثانوي، الديني وغيره) هو الهوان والرداءة والضعف. يعني هذا ببساطة وجود مشكلة في التعليم بصفة عامة؛ وما يدل على هذا صراحة هو التصنيفات العالمية الصادرة من مراكز بحث معتمدة، والتي تضع الدول العربية دائما في أسفل الترتيب. ويمكنك البحث عنها عزيزي القارئ وستؤكد لك ما أقول؛ رغم ما يشاع من أن هذا التصنيفات تخضع لعوامل سياسية القصد منها هو: تحطيم عزيمة الدول الإسلامية وتسفيه أحلامها إذا ما فكرت في التقدم التعليمي، لكن هذا ليس صحيحا بالمرة عزيزي القارئ لأنك من خلال الواقع ستدرك أنه لا نية للأنظمة العربية في التقدم العلمي وأنت تعرف مدى تدني مستوى التعليم المدرسي والتعليم الثانوي بمستوييه الإعدادي والتأهيلي، ويكفي أن تنظر إلى أرض الواقع أو تسأل الطالب أو الأستاذ لاسيما عن التدريس الجديد التعليم عن بعد أو بالأحرى عن مشكلة التعليم عن بعد.

إن السبب الجوهري لمشكلة التعليم هو: العامل السياسي؛ أي تدخل جهات لها مصالح اقتصادية ونفعية في التعليم؛ وبالتالي تَسُوق هذا القطاع حسب هواها، وليس حسب القانون الإطار الذي صدعوا به رؤوسنا هذه الأيام، وتعود كل الأسباب الأخرى إلى هذا الدافع المؤثر. ففي الوقت الذي أدركت فيه الدول العاقلة بأطرها الذكية أهمية التعليم باعتباره اقتصادا غير مادي، ما زال غالب الدول العربية ومنها المملكة المغربية مع كامل الأسف تهمل التعليم عموما والديني خصوصا، وتبرر ذلك بكل جرأة من قبيل (التعليم الأدبي غير منتج) -وهذا تصريح لوزير مغربي- وهذا يدل صراحة على أن النخبة السياسية لا تريد لهذا القطاع أن يتقدم، فالمشكلة على هذا الأساس أزمة داخلية أكثر من ادعائنا أن المؤامرة مصدر مشاكل التعليم.

إن ما أسلفناه في مقالنا السابق يثبت لنا ما يصرح به الباحثون وما تدل عليه الوقائع من أن البحوث العلمية التي يقوم بها الطلبة في الجامعات الإسلامية هي أعمال متردية في المستوى، مما يؤكد أن بيئة البحث العلمي تقاسي مجموعة من المشكلات وتعاني من صعوبات وعوائق كثيرة، تحتاج إلى الاهتمام وبالغ العناية. وأول ما يجب أن يتم الاعتناء به قبل هذا هو تحسين مستوى التعليم ما قبل الجامعي لأنه هو الركيزة الأساسية لبناء بحث علمي رصين يسهم في تطور الدولة المغربية وبناء قراراتها وقوانينها على أسس حكيمة وليس على طريقة (النقل واللصق التكنولوجي) لقرارات دولة أستحيي أن أذكر اسمها لأنها كانت ولا زالت بلدا مستعمرا لبلدنا، وتستر الحكومة والوزارة على مشاكل التعليم عن بعد خير دليل على غياب رغبة الدولة في تطوير التعليم.

تجليات مشكلة التعليم ما قبل الجامعي 😖😖

تجليات مشكلة التعليم ما قبل الجامعي: 😖😖

تظهر مشاكل التعليم بشكل صريح في الدول العربية في مجموعة من التجليات. لعل أبرزها ما يلي:
  1. إنقاص مقررات التعليم خصوصا مقرر التربية الإسلامية/التعليم الديني، أو قد يتم إلحاق هذه المقررات بمواد أخرى كاللغة العربية.
  2. تغيير اسم بعض المقررات الدراسية أو المواد أو عناوين دروس داخل المناهج لأسباب سياسية.
  3. إنهاك المدرس والمعلم في العالم العربي والتنقيص من قيمته، وتهميش دوره الريادي وخير دليل على هذا ما يقع للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد بالمغرب.
  4. ضعف الدعم المادي لوزارة التربية والتكوين والبحث العلمي، والاهتمام بالمجالات المادية كالمهرجانات والحفلات على حساب التعليم.
  5. ترقيع المشاكل التي يعيشها قطاع التربية والتعليم؛ على سبيل المثال الدفع بمدرسي اللغة العربية أو الفلسفة أو الاجتماعيات لتدريس مادة التربية الإسلامية والطامة الكبرى أن بعض مدرسي المواد الأخرى من غير ذوي التخصص يحملون تصورات وأفكار مخالفة لأهداف المواد التي أجبروا على تدريسها.
  6. ضعف الأداء التعليمي لبعض الأساتذة على مستوى الشكل والمضمون لأسباب ذاتية وموضوعية.
    • أسباب ذاتية: غياب الضمير المهني، وطمع بعض الأساتذة في المال ونسيان العمل.
    • أسباب موضوعية: غياب الكثير من الشروط الضرورية (كالتغطية الصحية الجيدة، وسائل التكنولوجيا التعليمية، ضعف الراتب الشهري، غياب الترقية بالشهادة، التوظيف بالعقدة…)

  7. تهميش الأستاذ، واتهامه ومتابعته قانونيا لأغراض سياسية أو إيديولوجية.
  8. قلة أو غياب الحوافز الدالة على الاهتمام بالتعليم، وإن وجدت فيتم تسييسها بما يوافق أهواء الوزراء والمدراء.
  9. بروز اللغة العامية في تدريس اللغة العربية، وهو أمر مخزي في بلاد تعتبر لغتها هي اللغة العربية الفصحى في الدستور والقانون.
  10. التناقض الظاهر بين الجانب النظري والتطبيقي في المنهاج والمقررات الدراسية وغياب ربط المنهاج والقوانين بالحياة والمتغيرات.

مشكلة التعليم الديني ما قبل الجامعي: 🕌🕌

يلاحظ القاصي والداني أن الاهتمام بالتعليم الديني أصبح ضعيفا خصوصا المتخصص منه قبل الجامعي. وهو الذي يهيئ للتخصص الأعمق في الكليات، كما أنه تعليم عريق ذو تاريخ واسهامات هامة في تطور وتقدم الأمة الإسلامية، كما أن التجارب تؤكد على أن متخرجيه الذين استمروا في تحصيلهم الدراسي في الجامعات أكثر الذين يحققون التفوق والتميز، في حين يعاني غير المتخصصين في علوم الشريعة في مسايرة مناهج كليات الدراسات الإسلامية.

إن ذكريات الطالب حول مقرر التربية الإسلامية هي الأسوأ بين المقررات الأخرى؛ نظرا لطبيعة العلاقة القائمة على التسلط والأمر بين الطالب أو التلميذ من جهة والأستاذ من جهة أخرى، فضلا عن المكانة الثانوية التي تحتلها المادة بين المقررات، وهذا ما يحيل إلى مشكلة أخرى تتعدى مضمون المادة إلى طرق تدريسها ومن ثم إلى تكوين الجامعيين الذين يقومون بتدريسها، وتصبح العلاقة جدلية بين أزمة التعليم الديني في المدارس والجامعات، وكذلك عموما.

وتشير الكثير من الدراسات المهتمة بالتربية الإسلامية في المدرسة والثانويات أن المنهاج الدراسي لهذه المادة لا يحقق أغلب الأغراض التي ترجى منه خصوصا في تغيير سلوك التلميذ (ة) والمتعلم (ة)، وسبب ذلك هو عدم قدرة واضعي المنهاج على الربط بين الأهداف المسطرة فيه وبين المحتوى وبين واقع الحال؛ إذ إن الذي يحدث هو أن مؤلف المنهاج يراعي تحقيق الاقتصاد والتنمية كهدف ويغفل عن واقع المجتمع فيضع منهاجا يبغي منه تغيير المجتمع بقوة المعلومة والتدريس. لكن الحقيقة التي يجب إدراكها هو أن المنهاج يسخر الواقع لأجل تغيير الواقع نفسه.

ودليل ذلك عدم ارتباط المفاهيم الدينية بواقع المتعلم وحاجاته وحياته، كما يتم تقسيم مقرر التربية الإسلامية على شكل فروع مستقلة؛ حيث يفقد المنهاج التكامل بين أهدافه وتطلعاته، وكل هذا دليل قاطع على أن مقررات مادة التربية الإسلامية في المغرب والعالم العربي يعاني من عقم وهذا كله نتيجة لما يحفل به من سلبيات في المحتوى والأهداف والشكل ثم ضعف التكوين في طرق التدريس خصوصا في الجامعة والكليات.

إننا نتحدث فيما سبق عن الحصيلة العلمية أو كما يحب أن يسميه البعض بالمكتسبات، أما مجال القيم وهو رأس مال التربية الإسلامية فهي متناقضة عند الشباب خريج الثانويات والمدارس أو حتى الكليات والجامعات، أي أن المدرسة فشلت في نسبة كبيرة من مجهودها في اكساب المتعلم القيم التربوية المدرسية الهادفة، فكان لا بد أن يأخذها المتعلم من المجتمع والمدرسة وفي الغالب الإعلام غير الهادف، وهذا ما أقصده بالتناقض في القيم فما يراه التلميذ من قيم في المدرسة ليس ذاتها التي يعيشها في المجتمع ويكتسبها في الإعلام ولو كنت أيها القارئ الكريم في مكان هذا المتعلم فإنك ببساطة ستفقد ثقتك حتى بالمدرسة وقد يتطور المر وتفقد ثقتك بمسيريها، ويصير هذا أكبر عندما يصطدم المتعلم بتناقض الخطاب الديني عند بعض الأطياف التي تدعي أنها تمثل الإسلام وهو منها براء.

وفي الختام وجب إعادة النظر في عمليات التلقين في كليات ومدارس مادة التربية الإسلامية لأن ذلك سيؤدي إلى جعل الأجيال تنقاد للتيار الأقوى والأذكى في جذب المشاعر والسيطرة عليها باسم الدين والإسلام لهذا لابد من توطيد وتقوية طرق التقويم والنقد والتقييم في مقررات هذه المادة.

    تعديل المشاركة Reactions:
    author-img

    Admin

    موقع مواظب التربوي منصة تهتم بمستجدات وكل ما يتعلق بمادة التربية الإسلامية، خصوصا في المستوى الابتدائي والثانوي الإعدادي والتأهيلي. يعرض جذاذات وفروض وامتحانات، فيديوهات، ونتوفر على مكتبة خاصة. الهدف من إنشاء الصفحة هو المساهمة في إرساء وإدراج وسائل التكنولوجيا والاتصال في تدريس المادة.
    تعليقات
    3 تعليقات
    إرسال تعليق
    1. مقال جيد
      شكرا لكم على المعلومات
      وفقكم الله

      ردحذف
    2. طبعا الله ياخد الحق فلي دار هاد الازمة

      ردحذف

    إرسال تعليق

    - ملاحظاتك مهمة بالنسبة لك أيها القارئ الكريم:
    1- أرجوك لا تنشر تعليقا غير مرغوب فيها.
    2- رجاء تجنب تضمين عناوين URL الخاصة بموقع الويب في تعليقاتك الجميلة.

    الاسمبريد إلكترونيرسالة